في كل أنحاء العالم إذا سألت أي مواطن في أي دولة عن معنى أسم دولته ومن أين جاء تجد الإجابة ، أما هنا في مصر أم الدنيا وأم العجائب تتعجب حين تسأل الكثير عن معنى كلمة مصر فقد تجد مفاجأة بعدم معرفة الكثير عن معنى كلمة مصر وطنهم ، مصر التى كرمها الله وذكرها في القرآن الكريم في خمس مواضع صريحة وخمس مواضع كناية وثمانية عشرة مرة بلفظ الأرض تدل على مصر ، مما يبين لنا فضل مصر وقيمتها ووضعها بين بلاد العالم .
.
وهنا نذكر الآيات التي كرم الله مصر بذكرها في القرآن الكريم صريحة :-
( 1) في سورة ( البقرة :61 ) قال تعالى ” اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ” …. صدق الله العظيم .
( 2) في سورة ( يونس : 87 ) قال تعالى ” وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً ” …. صدق الله العظيم .
( 3) في سورة ( الزخرف : 51 ) قال تعالى ” اليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ” …. صدق الله العظيم .
( 4) في سورة ( يوسف : 21 ) قال تعالى ” وقال الذي اشتراه من مصر لإمرأته أكرمي مثواه ” …. صدق الله العظيم .
( 5) في سورة ( يوسف : 99 ) قال تعالى ” وقال ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين ” …. صدق الله العظيم .
.
لقد أنعم الله على مصر بتاريخ حافل وحضارة أثرت في العالم أجمع من حضارة فرعونية ورومانية ويونانية وإسلامية ،ونجد في قصص الأنبياء والرسل ما يذكر مصر كثيراً ، مثل قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) وقصة سيدنا موسى (عليه السلام) وقصة هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام ، ورحلة العائلة المقدسة لسيدنا عيسى (عليه السلام)، وماريا القبطية زوجة خير خلق الله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) وغيره الكثير والكثير ، كل هذا التكريم لمصر وجعلها في مكانة مميزة بين سائر الدول ، ويأتي المصري بأن لا يعرف معنى كلمة وطنه .
.
أولا معنى كلمة مصر :-
الجميع يعرف قصة سيدنا نوح ، بعد إنتهاء الطوفان ورسو السفينة ، نعلم جميعاً أن أصبح جميع من على السفينة من أناس صاروا عقيمين ولا ينجب أحد سوى سيدنا نوح ، لذلك يلقب سيدنا نوح بآدم الثاني ،نعرف جميعاً إن لنبي الله نوح (عليه السلام) ثلاثة أولاد ، هم حام وسام ويافث ، والذي يعنينا هنا هو حام ، وله أربعة أولاد هم :
( 1) ” كوش ” وقد سكن كوش بلاد السودان ، وسميت قديماً بأسمه حيث معروف أن أسم السودان قديماً هو كوش .
( 2) ” فوط ” وقد سكن الشمال الأفريقي وإليه ينسب شعوب بلاد المغرب .
( 3) ” كنعان ” وقد سكن منطقة فلسطين ولهذا كان أسم فلسطين قديماً هي بلاد كنعان وإليه ينسب الكنعانين والفلسطينين إجمالاً .
( 4) ” مصرايم ” وقد سكن منطقة مصر العليا ، فإذاً أشتق أسم مصر في الأصل من الأسم القديم مصرايم ، ويقال أن معناه هو البلد أو المكنونة الحصينة ، ويقال أيضاً البسيطة الممتدة .
و هناك أسماء أخرى عرفها المصريون القدماء عن مصر , و منها ( كيمت ) و تعني الأرض السوداء .
.
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في كتاب فتوح مصر وأخبارها عن عبد الله بن عباس قال: أنّ نوحاً رغب إلى الله عزّ وجلّ وسأله أن يرزقه الإجابة في ولده وذريته فنادى حام فقام مصرايم يسعى إلى نوح وقال: يا جدّي قد أجبتك إذ لم يجبك جدي ولا أحد من ولده فاجعل لي دعوة من دعائك ففرح نوح ووضع يده على رأسه وقال: اللهمّ إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة التي هي أمّ البلاد وغوث العباد التي نهرها أفضل أنهار الدنيا وأجعل فيها أفضل البركات وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم وقوّهم عليها .
.
ثانيا معنى كلمــــــةEgypt
اسم مصر القديم اللتي عرفها بها المصريون القدماء ( الفراعنة ) هو : ( هاك – اك – بتاح ) , و معناه : أرض الاله بتاح , و بتاح هذا هو كبير الالهة عند القدماء المصريين ,و نظيره زيوس كبير الالهة عند اليونان . فسيمت مصر عند المصريين القدماء باسم الاله بتاح . و تنطق ( هيكو بتاح ) , و ظل هذا اسم مصر حتي دخل اليونانيون الي مصر مع فتوحات الاسكندر المقدوني في عام 332 قبل الميلاد , ثم حكمها البطالمة من بعده الي سنة 31 قبل الميلاد , ومن بعدهم الرومان حتي فتحها عمرو بن العاص سنة 640 بعد الميلاد , اي ان الرومان و اليونان حكموا مصر بعد ما طردوا الفرس منها لمدة 972 تقريبا , في البداية سمعوا اسم مصر كما ينطقها اهلها ( هيكو بتاح) اي ارض الاله بتاح , و لانه يصعب عليهم نطق هذا ضافة الخاصية ( وس ) في اخر الكلمة شأنهم دوما مع اسماء الاعلام , فمثلا مارك ينطق ماركوس , و انطونيو ينطق انطونيوس و هكذا ايجيبت تنطق ايجيبتوس . ( و مازالوا حتي الان ينطقوها بالجيم الجافة و كذلك بعض الدول الاخري كما في روسيا ينطقونها ( يجيــبت ) بالجيم الجافة
بعد ذلك انتقل هذا الاسم الي قبائل الجرمن اللذين عطشوا الجيم فاصبحت Egypt الحالية , كما نعرفها باللغة الانجليزية .
.
و اما كلمة ( قبط و جمعها اقباط ) فجاءت من نطق اليونانين لمصر , ايجيبت ( بالجيم الجافة ) و العرب يقلبون الجيم الجافة الي قاف و العكس , و بالتالي نطقت قبط عندهم
أصل الكلمة هو (حت. كَ. بتح).وهي أسم مدينة منف (الجيزة اليوم )
وقد اختلف الكثير في معنى التسمية فمنها
معناه (حت)تعني الحائط,المدينة , البيت،(كَ)تعني جاه, مجد و(بتاح) تعني الفتاح وهو معبود مدينة منف والتي كان فيها معبده الاكبر.ومجمل التسمية يعني بيت جاه الله ,بيت الرب جل جلاله.
المعنى الاخر : هو (حت)تعني الحائط,المدينة , البيت،(كَ)تعني في اللغة المصرية القديمة الروح ,القوة,(بتاح) تعني الفتاح والتي أُقتصرت عن الكلمة بابتاح أي الفتاح و(با) تمثل (ال)التعريف في اللغة المصرية القديمة.
ومجمل المعنى هو (المدينة المحصنة بقوة الفتاح) أي المدينة المحمية والمحصنة والمصانة بقوة الله.
والتي تحمل نفس معنى اللقب الذي كان يطلق على القاهرة في العصر المملوكي (مصر المحروسة) وتحمل نفس المعنى كما جيئ في القرآن الكريم (فلما دخلوا على يوسف ءاوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر ان شاء الله ءامنين)99 سورة يوسف .
وقد اخذ الكنعانيين هذه التسمية ولكن كانوا ينطقونها (ح ق فت). بعد الحذف والابدال المتعارف عليه عند انتقال الاسم من لغة لاخرى وقد أطلقواهذا الاسم على مصر كلها. وقد اخذ اليونانيون هذه التسمية من الكنعانيين ولكن بعد ان غيروا في بعض حروفها فقد حولوا حرف الحاء في كلمة (حيت) إلى حرف E وحولوا حرف الكاف في كلمة (كَ) إلى الحرف G حتى اصبحت Aegyptus وقد انتقلت هذه التسمية عن اليونانية إلى كل اللغات الاوربية.وكل لغة اضافت وحذفت طبقاً لخاصية كل لغة فمثلاً نجدها في الانجليزية Egypt و في الايطالية Egitto .
.
وقد أخذ عرب وسط وجنوب شبه الجزيرة العربية التسمية من الكنعانيين واطلقوها على الشعب الذي يسكن مصر (قبط) اي ان القبطية هي قومية الشعب المصري باكمله قديما وحديثاًاي ان { القبطي هو المصري فالاقباط هم شعب مصر و القبطية هي قومية وليست ديانة او طائفة دينية انما هم اغلب الشعب المصري } .
واحب ان اذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ( اذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما )
وأخرج ابن عبدالحكم عن مسلم بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (استوصوا بالقبط خيرا فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم ).
...
أختم وأقول لكل عشاق مصر المخلصين الذين يعرفون فضلها وقدرها بين بلدان العالم ، حدثوا الجميع عن مصر وأصلها ومكانتها وتاريخها المثمر الذي غير في العالم ، مصر التى كانت ولازلت منارة للعالم في كل نواحي العلوم من زراعة وطب وهندسة و وغيره وغيره .
يقول شاعر النيل / حافظ إبراهيم
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي …........ في حب مصر كثيرة العشاق
إني لأحمل في هواك صبابة … يا مصر قد خرجت عن الأطواق
اشتركو معنا فى قناة عالم الاسلام https://www.youtube.com/channel/UCIcL1RU3FIMXqCk_Q06NG6A
بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِن...
تعليقات
إرسال تعليق